صندوق النقد الدولي: إنهيار سعر النفط يزيد متاعب الاقتصاد العالمي

حذر صندوق النقد الدولي (IMF) من أن الانهيار الحاد في سعر النفط سيضع المزيد من الأعباء على عاتق الاقتصاد العالمي. وذكر صندوق النقد الدولي أن سلبيات الضغوط المالية المفروضة على المصدرين للنفط وكذلك تراجع الإستثمارات بشكل حاد في هذه الصناعة يفوقان إيجابيات المكاسب المتوقعة من النفط الرخيص والتي يتمتع بها المستوردين الرئيسيين له كاليابان والولايات المتحدة.

ولتوضيح ذلك، فإن تراجع أسعار النفط يضر بشركات النفط وبالدول المنتجة للنفط من ناحية، لكنه من ناحية أخري له إيجابياته في غالب الأحوال بالنسبة للمستهلكين والشركات غير النفطية، وبالتالي للنمو العالمي. وتشير بيانات الأسعار أن السعر الحالي البالغ 30 دولاراً للبرميل هو الأدني منذ 12 عاما.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة (IEA) والتي تتخذ من باريس مقراً لها أن أسعار النفط لم تبلغ أدنى مستوياتها بعد. “هل يمكن أن تتراجع الأسعار لأبعد من المدي الذي بلغته؟” إنه السؤال الذي طرحته الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها الشهري عن سوق النفط. وتجيب الوكالة “بنعم” وبأن الأسعار قد تنخفض أكثر ما لم تتغير الظروف، لأن سوق النفط قد يغرق في فائض المعروض منه. ويضيف التقرير أنه من المتوقع أيضا أن يتراجع معدل نمو الطلب العالمي على النفط.”

ويعتقد بعض خبراء النفط أن تدفق نفط الشيل الأمريكي يساهم كثيراً في زيادة المعروض من النفط في الأسواق، وهذ قد يجعل أسعار النفط الخام منخفضة حتى عام 2030. ولكن من ناحية أخري يعتقد بعض المسئولين في شركات النفط بالدول الأعضاء في منظمة أوبك أن سعر النفط سيرتفع بشكل تدريجي ليصل إلى 80 دولاراً للبرميل في عام 2020.

في الوقت الحالي، أصبحت معظم دول منظمة أوبك غير قادرة على موازنة ميزانياتها وفقا للأسعار الحالية. فقد تراجع سعر النفط الخام بأكثر من 70٪ منذ صيف عام 2014، وذلك في أعقاب مساندة دول أوبك لإستراتيجية المملكة العربية السعودية في الدفاع عن نصيب أوبك من الإنتاج العالمي في مواجهة منافسيها خاصة منتجي نفط الشيل الأمريكي. وتكاد تتفق توقعات منظمة أوبك التي تتبني مصالح منتجي النفط، مع توقعات الوكالة الدولية للطاقة التي تتبني مصالح المستهلكين، في أن الأسعار المنخفضة السائدة حالياً سوف تؤدي إلي تباطؤ معدلات نمو حجم المعروض من النفط في الأسواق العالمية.

وحسب تقديرات منظمة أوبك، سيبلغ إنتاج النفط من الدول غير المنتمية للمنظمة 58.2 مليون برميل يوميا في عام 2017، أي متراجعاً بنحو مليون برميل يومياً عن التوقعات السابقة.

وتتوقع الأوبك أيضاً أن ينشط الطلب العالمي علي النفط بشكل محدود في المدى المتوسط، وسوف تأتي زيادة الطلب بصفة أساسية من الدول النامية بسبب تراجع أسعار النفط، وتكون المحصلة أن يرتفع الإستهلاك العالمي للنفط بنحو مليون برميل يوميا ليبلغ 97.4 في عام 2020.