اتفاق أرامكو مع بتروناس يمنح السعودية الحصة الأكبر في أسواق آسيا

(رويترز) – قطعت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم شوطا كبيرا في السباق على الحصة السوقية في آسيا بعدما اتفقت منذ أيام على ضخ سبعة مليارات دولار في مجمع للبتروكيماويات والتكرير في ماليزيا.

 

ومن شأن استثمار شركة أرامكو السعودية العملاقة في مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات (رابيد) الماليزي ضمان منفذ لتوريد الخام السعودي على مدار عقدين على الأقل وتعزيز محفظة الشركة في أنشطة المصب.

 

والمنافسة حادة في آسيا بين المنتجين ومن بينهم روسيا وآخرون من الشرق الأوسط مثل العراق والكويت وإيران. ويوفر نمو الطلب في آسيا الملجأ الوحيد للإنتاج وخاصة بعد أن خسر المنتجون خاصة السعودية حصة سوقية في الولايات المتحدة نتيجة لزيادة إنتاج النفط الصخري بها.

 

وشراء حصة في مصفاة نفط كبيرة مع وعد بتزويدها بالخام يعتبر تكتيك مجرب وأثبت نجاحا ويستخدمه المنتجون لضمان زبائن. واشترت روسيا أكبر منتج للخام في العالم حصة كبيرة في مصفاة إيسار الهندية وتخطط لبناء مصفاة أخرى في إندونيسيا مع برتامينا الحكومية.

 

وبموجب الاتفاق مع بتروناس الماليزية ستصدر أرامكو ما يصل إلى 70 بالمئة من لقيم النفط الخام الذي يحتاجه مشروع رابيد والذي سيضم مصفاة نفط بطاقة 300 ألف برميل يوميا ومصانع للبتروكيماويات.

 

كما عززت أرامكو علاقاتها مع إندونيسيا أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا من خلال توريد 270 ألف برميل من الخام يوميا لمصفاة سيلاكاب التي تملكها برتامينا بعد الاستحواذ على حصة نسبتها 45 بالمئة.

 

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح للتلفزيون السعودي إن الاتفاق “يوفر للمملكة طلبا مستداما على النفط السعودي وسيمكن البلدين من إضافة قيمة لهذا النفط من خلال تصنيعه لمنتجات عالية الجودة سواء كانت وقودا أو منتجات بتروكيماوية للسوق الماليزي وللأسواق المجاورة.”

 

وبحسب رويترز فقد صدرت السعودية 6.96 مليون برميل يوميا في 2016 لأكبر ستة مشترين للنفط في آسيا وهم الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة من واردات إجمالية بلغت 31 مليون برميل يومياً.

 

ومن شأن الاتفاق الماليزي أن تدفع أرامكو السعودية 25% من تكلفة المشروع لتضمن حق توريد 50% من اللقيم، وهذا سيعزز الطرح العام الأولي لبيع 5% من شركة أرامكو التي تقدر قيمتها حاليا بأكثر من 2 تريليون دولار.

 

ولدى أرامكو السعودية مشروعات مصافي تكرير أيضا في كوريا الجنوبية واليابان والصين. كما أن لديها استثمارات مع إكسون موبيل وتوتال وسينوبك.

 

ومن المتوقع أن تتوسع أرامكو السعودية في إبرام المزيد من الصفقات المشابهة في المستقبل لضمان حصة أكبر من سوق النفط العالمي في قارة آسيا، بحيث تسمح لها بتصريف المزيد من إنتاجها ولضمان مستقبل أفضل لإحتياطياتها الضخمة من النفط.