مضيق هرمز

قبل عام ووفقاً لمصادر يونايتد بريس إنترناشيونال، كانت إمارة أبوظبي تسابق الزمن لإستكمال خط أنابيب النفط البالغ تكلفته 3.3 مليار دولار، والممتد تحت سطح الماء من الإمارات إلى محطة تصدير على خليج عمان لتفادي المرور من مضيق هرمز المهدد.

ففي إطار المواجهة المتصاعدة مع الغرب فيما يتعلق ببرنامجها النووي، هددت إيران بإغلاق الممر المائي الضيق عند الطرف الجنوبي من الخليج الفارسي لتوقف بذلك نحو 20% من إمدادات النفط العالمية. وفي المتوسط، فإن 14 ناقلة عملاقة تعبر المضيق كل يوم محملة بنحو 15-17 مليون برميل من النفط، يتجه 75% منها إلى آسيا لإمداد الصين والهند واليابان المتعطشين للطاقة.

ويعتبر مشروع أبو ظبي جزءاً من جهد مشترك بين الدول العربية التي تقع علي الشاطئ الغربي من الخليج العربي، بهدف تقليل أثر الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز الذي تمرّ منه صادراتهم الحيوية من النفط والغاز الطبيعي.

 ومن غير المحتمل أن تستطيع تلك الجهود إيجاد طريق بديل لتصدير كل النفط الذي ينتج من دول الخليج. والواضح أن تلك الجهود قادرة فقط على التعامل مع جزء من الإنتاج اليومي للمنطقة.

ومع أن السعودية، وهي أكبر منتج للنفط في العالم، قد أعلنت أنها ستضخ مليوني برميل يوميا من طاقتها الانتاجية الفائضة لتغطية أي نقص في الإمدادات، لكن هذا الحل بدون منافذ للتصدير، لا يعني الكثير. ويتردد في الإمارات وهي إتحاد مكوّن من سبع إمارات، أنها ستستخدم الموانئ المطلة على خليج عمان في حالة إغلاق المضيق.

وتمتلك الفجيرة، والواقعة في أقصى جنوب الإمارات، ميناء على خليج عمان، جنوب المضيق، والتي تضم محطة رئيسية لتصدير النفط تهدف إلى الاستغناء عن مضيق هرمز في حالة حدوث الأزمة. وتعلق الإمارات آمالها على خط الأنابيب النفطي والبالغ طوله 230 ميلا، والواقع معظمه تحت الماء والممتد من من حقول النفط الرئيسية في أبو ظبي، إلي الفجيرة.

تبلغ القدرة الإنتاجية لخط أنابيب أبو ظبي للنفط الخام 1.5 مليون برميل في اليوم والمعادل لنحو 10 في المائة من النفط الخام الذي تحمله الناقلات العملاقة من الخليج كل يوم.

لن يكون خط الأنابيب قادراً على نقل كامل التدفق اليومي الذي يتراوح بين 15-17 مليون برميل يومياً في حالة إغلاق المضيق، كما لن يستطيع نقل أي كميات من صادرات الغاز الطبيعي المسال من قطر والبالغة 31 مليون طن.

وبالنسبة للسعودية فهي تملك بعض التسهيلات لضخ النفط المستخرج من الحقول العملاقة في شرق المملكة على ساحل الخليج العربي إلي ميناء ينبع على ساحل البحر الاحمر غربي المملكة. لكن خط الأنابيب العامل في الوقت الحالي هو بترولاين، والذي يمكنه نقل خمسة ملايين برميل يومياً، أي نحو 55% من إنتاج المملكة الحالي البالغ نحو 9 مليون برميل يوميا. ويستخدم بترولاين لتزويد الأسواق الواقعة غرب قناة السويس.

أما العراق فسوف يتأثر بشدة، لأن 80% من صادراته يتم شحنها عبر الخليج، ويتجه معظمها إلى آسيا. ويمتلك العراق خطين للأنابيب مزدوجين يمتدان من حقول كركوك في الشمال إلى ميناء سيهان بتركيا على البحر المتوسط. ولكن هذان الخطان معرضان للهجمات التخريبية، مثلما هو الحال بالنسبة لخطوط الأنابيب الطويلة.

ويمكن إعادة افتتاح خط الأنابيب وطاقته 1.65 مليون برميل يوميا والذي كان يستخدم خلال الحرب العراقية الإيرانية، وهو يمتد عبر السعودية لنقل النفط من العراق.

ولكن إذا تم إغلاق مضيق هرمز، فمن المستبعد أن تستطيع الرياض فعل الكثير لمساعدة بغداد، لأن السعودية بحاجة ماسة إلي خط بترولاين لنقل النفط السعودي إلي البحر الأحمر.